يَدرِ كَم صلَّى، ثلاثًا أمْ أربعًا؟ فليطرَحِ الشَّكَّ وليبنِ على ما استيقنَ، ثمَّ يسجُدُ سجدتينِ قبلَ أن يسلِّمَ، فإن كانَ صلَّى خَمسًا، شسجود السهو هو: سجدتين يسجدهما المصلي لجبر الخلل الذي أصاب صلاته بسبب سهوه، قد يكون هذا الخلل زيادة في الصلاة أو نقصان، ففي صحيح مسلم (571) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا شَكَّ أحدُكُم في صلاتِهِ فلمفَعنَ لَه صلاتَه . وإن كانَ صلَّى إتمامًا لأربعٍ ، كانتَا تَرغيمًا للشَّيطانِ»
يقول الله تعالى في محكم آياته: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} [الحشر:7]، بناء على هذه الآية فإن سجود السهو يعتبر واجب من الواجبات في حال سهونا في صلاتنا، عملاً بأمر الله بوجوب فعل كل ما أمرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا ما أيده ابن تيمية بعد أن أورد الأدلة من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأمره في السجود: "..وهذه دلائل بينة واضحة على وجوبهما –أي سجدتي السهو-، وهو قول جمهور العلماء، وهو مذهب مالك وأحمد وأبي حنيفة، وليس مع من لم يوجبهما حجة تقارب ذلك" (مجموع الفتاوى:23/28). وعلى المأموم في صلاة الجماعة اتباع الإمام في سجود السهو.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين: "إذا سها الإمام وجب على المأموم متابعته في سجود السهو لقول النبي صلي الله عليه وسلم: «إنما جعل الإمام ليؤتـم به فـلا تختلفـوا عليه»، إلى أن قال «وإذا سجـد فاسجـدوا» (متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه)، وسواء سجد الإمام للسهو قبل السلام أو بعده فيجب على المأموم متابعته إلا أن يكون مسبوقاً قد فاته بعض الصلاة فإنه لا يتابعه في السجود بعده لتعذر ذلك، إذ المسبوق لا يمكن أن يسلم مع إمامه، وعلى هذا فيقضي ما فاته ويسلم ثم يسجد للسهو ويسلم".
ولسجود السهو أحكام بينها العلماء، فهناك سجود قبل التسليم من الصلاة، وسجود بعد التسليم من الصلاة.
قال مالك رحمه الله: "كُلُّ سهو كان نقصاناً في الصلاة فإن سجوده قبل السلام، وكُلُّ سهو كان زيادة في الصلاة، فإن سجوده بعد السلام، وإذا اجتمع سهوانِ: زيادة ونقصان، فالسجودُ لهما قبل السلام".
أحكام سجود السهو (مقال)
رسالة في سجود السهو (كتاب)
سجود السهو (درس)
موجبات سجود السهو (فتوى)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق